يجب على المستقلين أن يهتموا أكثر بالمشاكل التي يعاني منها العملاء وذلك بهدف تجنبها أولًا والحفاظ على المصداقية والاحترافية التي يتسم بها المستقلون. وفيما يلي أهم 8 مشاكل قد تؤدي لامتناع العملاء عن التعامل مع المستقلين:
1- ترتيب وإدارة المهام
قد يعاني بعض المستقلين من عدم قدرتهم على تنظيم المشروع أو تقسيمه لمراحل أو حتى البحث بتفاصيله قبل بدء العمل، أحيانًا لعدم امتلاك المستقل للمهارة الكافية وأحيانًا لصعوبة المشروع الذي سيقوم بالعمل عليه.
إن عدم ترتيب المهام وإدارتها يؤدي إلى شعور العميل بقلق دائم بالإضافة إلى مخاوف بشأن عدم اختياره للمستقل المناسب وأنه ربما سيقوم بدفع المبلغ مقابل حصوله على عمل لا يناسب توقعاته.
2- عدم التواصل
إن عدم التواصل بين المستقل والعميل قد ينتج عنه سوء فهم بشأن العمل المطلوب، أو حتى قيام المستقل ببعض الجوانب التي يكون للعميل فيها وجهة نظر أخرى. وتعود أسباب عدم التواصل إلى:
- عدم وجود خطة عمل واضحة للمستقل وبالتالي سيمتنع عن التواصل مع العميل تجنبًا للإحراج
- الاختلاف في التوقيت أو المناطق الزمنية، الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة تحديد أوقات خاصة للتواصل
- المستقل يعمل بشكل “حر” وبالتالي فإنه يعمل وفق الأوقات التي يرغب بها وبالشكل الذي يريده
3- عدم تسليم المشروع في الوقت المحدد
إن العمل الحر مختلف عن العمل التقليدي، حيث يقوم المستقل هنا بالعمل على عدة مشاريع في الوقت ذاته الأمر الذي يجعله معرضًا لعدم قدرته على الالتزام بتسليم جميع المشاريع في الوقت المحدد.
وفي الحقيقة يقوم المستقل باختيار المشروع الذي سيقوم بإنهائه وإعطائه الأولوية حسب المشروع الأكثر ربحية بالنسبة له، في حين أن المشاريع الأخرى التي لا تقدم له العائد المناسب له سيعمل عليها في حال توفر الوقت مثلًا. أو أن المستقل ببساطة لا يمتلك مهارة تقدير الوقت اللازم لتنفيذ المشروع.
4- العمل بجودة سيئة
أحيانًا يكون بسبب عدم وجود أهداف واضحة لدى العميل، فالمستقل لا يعلم دائمًا ما الخطوات التي يجب القيام بها أو ما هي توقعات العميل، ويكون السبب غالبًا هو عدم قدرة العميل على شرح أفكاره بطريقة واضحة أو عدم قدرة العميل والمستقل على التواصل بشكل جيد لتحديد الأهداف والنقاط الأساسية.
أحيانًا يحدث ذلك نتيجة عدم امتلاك العميل للمهارة اللازمة وهو أمر يصعب على العميل اكتشافه دائمًا. لنفترض أن العميل طلب نماذج عمل سابقة من المستقل وقد رآها نماذج ممتازة، ولنفترض أن مجال العمل كان تطوير تطبيقات ويب والعميل لا يمتلك الاطلاع الكافي عليه.
بعد الاطلاع على نماذج العمل سيعتقد العميل بأنه اختار المستقل المناسب لكن في الحقيقة قد يكون المشروع الذي يطلبه العميل مختلف عن المشاريع التي قام المستقل بتنفيذها والتي يمتلك بعض الخبرة فيها.
وتظهر مشاكل عدم امتلاك المهارة عادةً في آخر فترة من تنفيذ العمل حيث يطالب العميل برؤية الأجزاء المكتملة من المشروع لكنه سيراها مختلفة تمامًا عن توقعاته.
5- عدم تجاوب المستقل مع التعليقات والتعديلات
ينتهي المشروع ويقوم المستقل بتسليمه للعميل، وفجأة يختفي المستقل! حيث يمتنع عن الإجابة عن اتصال العميل أو رسائله والسبب في ذلك أنه لا يرغب بسماع تعليقات العميل والتعديلات التي يرغب بالقيام بها بعد انتهاء المشروع لعدم امتلاك الوقت أو لأنه مدرك بأن عمله لم يتم على أفضل وجه.
من البديهي أن هذا الأمر يعني عدم تعامل العميل مع المستقل نفسه مرة ثانية، لكن على الرغم من ذلك نرى أن هناك العديد من المستقلين الذي لا يهتمون بالأمر!
6- سرقة الأفكار
يقوم أحد العملاء الذين يعملون على مشروع عظيم بالتعامل مع مستقل للقيام بمهمة معينة، يقوم هذا العميل بتقديم كافة تفاصيل العمل للمستقل، لكنه يتفاجأ بعد فترة بأن المستقل قام بسرقة فكرته مع تفاصيلها ليبدأ بمشروعه المشابه تمامًا!
يصنّف هذا التصرف ضمن أقصى درجات اللامهنية في العمل، وهو من أكثر الأمور التي تتسبب بالقلق لدى العملاء.
7- عدم الالتزام
من البديهي أن المستقل لن يلتزم مع العميل في العمل مثل الموظف التقليدي، فالوقت الذي سيخصصه للمشروع أقل بكثير من الوقت الذي يخصصه الموظف الذي يعمل بدوام كامل.
وانعدام الالتزام هذا ممكن أن يؤثر على مدى فهم المستقل لمتطلبات العميل وطبيعة العمل، فالموظف التقليدي في هذه الحالة يمكن أن يعمل في بيئة مناسبة كل ما فيها مرتبط بالمشروع وطبيعته، في حين أن المستقل لن يستوعب طبيعة المشروع مثله.
8- تحليل الأداء
وهي مشكلة يعاني منها العملاء الذين يقومون بإدارة فريق من المستقلين، حيث يصعب قياس أداء فريق المستقلين بأكمله بشكل موضوعي وخاصةً أن لكل منهم ميزاته وعيوبه المختلفة عن المستقل الآخر والتي لا يمكن قياسها بسهولة مثل اختلاف التوقيت والمناطق الزمنية، اختلاف الثقافات أو اللغة وغير ذلك.
إن المشاكل السابقة تعتبر من أهم المشاكل التي يعاني منها العملاء ومن المؤكد أن هناك المزيد منها، ويجب على المستقل أن يأخذها جديًا بعين الاعتبار قبل أن يدخل عالم العمل الحر ويحكم على نفسه بعدم المهنية أو الاحترافية في العمل وتدمير سمعته.
بقلم سارة شهيد
المصدر: https://www.sarahshahid.net/
